أحد الأديان الإبراهيمية وهو ثاني أكثر الديانات اتباعا في العالم. و المعنى العام لكلمة الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله. أي تسليم كامل من الإنسان لله في كل شؤون الحياة.
يؤمن المسلمون أن الإسلام هو آخر الرسالات السماوية وهي الحنيفية، اليهودية، الصابئة، المسيحية، والإسلام[2]، وأنه ناسخ لما قبله كما ذكر الله في القرآن {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}[3] وفي قوله: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ}[4]. كما يؤمن المسلمون بأن محمداً رسول من الله وخاتم للأنبياء والمرسلين و أن الله أرسله إلى الثقلين كافة (الجن والإنس). ومن أسس العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد هو الله، وأنهم يتبعون الحنيفية ملة إبراهيم النبي.
ويؤمن المسلمون بالملائكة وبجميع رسل الله السابقين وبالكتب السابقة واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وأن القرآن هو الكتاب المنزل من عند الله على محمد عن طريق الملك جبريل. والقرآن هو مصدر التشريع الإسلامي الأول وتعتبر سنة النبي المصدر الثاني لتشريع الإسلام.
ويؤمن المسلمون ان الاستسلام لله والانقياد لشرعه والطاعة له هي السبيل إلى النجاه والفوز في الدنيا والاخرة ودخول الجنة ( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ) (سورة التوبة:111).
معنى الإسلام : -
يُعرَّف الإسلام لُغوياً بأنه الاستسلام لأمر الله و نهيه بلا اعتراض، وقيل هو الإذعان والانقياد وترك التمرّد والإباء والعناد[5].
أما معناه الاصطلاحي، فهو الدين الذي جاء به محمد بن عبد الله، والشريعة التي ختم الله بها الرسالات السماوية. وهو التسليم للخالق والخضوع له، وتسليم العقل والقلب لعظمة الله وكماله ثم الانقياد له بالطاعة وتوحيده بالعبادة والبراءة من الشرك به. فقد بلّغ محمد الناس عن هذا الدين وأحكامه، فنبذ عبادة الأصنام وغيرها مما يعبد من دون الله.
ويؤمن المسلمون أن رسالة الإسلام عامة صالحة لكل العصور وليست حصرية على شعب دون شعب، أو قوم دون قوم، بل هي دعوة شاملة للبشر كافة كي يتحقق العدل و المساواة بين الناس؛ ويعتقدون أن الإسلام يقوم على أساس الفطرة الإنسانية والتسوية بين مختلف أفراد المجتمع — فلا يفرق بين الضعيف والقوي أو الغني والفقير أو الشريف والوضيع، كما لا يفرق الإسلام بين الأمم والشعوب المختلفة إلا بطاعتها لله والتزامها بتقواه، وفقا لقول القرآن: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[6].[7]
قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب»
أركان الاسلام : -
أما أركان الإسلام فهي خمسة أركان:
1:شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
2:إقامة الصلاة.
3:إيتاء الزكاة.
4: صوم رمضان.
5:حج البيت العتيق لمن استطاع إليه سبيلا.
التاريخ الإسلامي : -
النشأة :
ظهر الإسلام في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي على يد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، الذي بدأ يدعو الناس إلى اعتناق عقيدة تدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأوثان، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من القواعد والأفكار والعقائد أمرا من الله الواحد الأحد بالإضافة إلى قرآن عربي نزل على محمد صلى الله عليه و سلم من الله عن طريق الملاك جبريل عليه السلام الذي كان يتلو هذا النص على محمد صلى الله عليه و سلم بما عرف بوحي القرآن الكريم.
الشريعة والعقيدة : -
يؤمن المسلمون بأن محمد بن عبد الله جاء ليكمل رسالة الله التي أرسل بها الأنبياء الذين سبقوه كإبراهيم وموسى والمسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم وأن أولئك الأنبياء كانوا جميعا مسلمين. كما يؤمن المسلمون بأن الحنيفية هي أساس دين إبراهيم. ويرون أن الاختلاف بين الأديان الإبراهيمية في الشريعة فقط وليس في العقيدة وأن شريعة الإسلام ناسخة لما قبلها من شرائع. أي أن الدين الإسلامي يتكون من العقيدة والشريعة. فأما العقيدة فهي مجموعة المبادئ التي على المسلم أن يؤمن بها وهي ثابتة لا تختلف باختلاف الأنبياء. أما الشريعة فهي اسم للأحكام العملية التي تختلف باختلاف الرسل ونسخ اللاحق منها السابق.[1] حسب الآية الكريمة:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}
مراتب الإسلام : -
أسس الإسلام الرئيسية ثلاثة:الإسلام-الإيمان-الإحسان وفيما يلي تفصيل لها:
الإسلام
يتكون الإسلام من أركان خمسة أساسية يؤمن المسلم بوجوبها عليه ووجوب تطبيقها كلها ويعمل بها وبما تقتضيه من أقوال وأفعال. وقد استنتج علماء الدين السنة بأركان الإسلام من أحد الأحاديث النبوية الصحيحة وهو:
«عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله يقول:
( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) [9].»
فأركان الإسلام كما بينها الحديث هي:
الشهادة—شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
الصلاة (إقامة الصلاة).
الزكاة (ايتاء الزكاة).
الصوم (صوم رمضان).
الحج (حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا)
الإيمان وليعتبر الإنسانُ مؤمنا عليه أن يؤمن بأركان الإيمان الستة والتي ذكرها النبي محمد، عندما سئل عن معنى الإيمان فقال
الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)[10].
فأركان الإيمان الستة هي:[11][12]
الإيمان بالله وهو :الاعتقاد الجازم بأن الله هو رب كل شيء خالقه ومليكه وأنه وحده يستحق العبادة.
الإيمان بالملائكة وبوجودها، وبما جاء عنها من وصف، وعمل كل واحد منهم، والإيمان بمن عرفناه باسمه (كجبريل, ميكائيل, إسرافيل, وغيرهم) ومن لم يعرف باسمه, على ضوء القرآن والسنة.
الإيمان بالكتب الإبراهيمية وأنها منزلة من عند الله وأن الله تكفل بحفظ القرآن الكريم واتخاذ الموقف الوسط في الكتب السابقة للقرآن -دون تصديق إلا ما ورد في الإسلام ودون تكذيب لأي منها- والإيمان بأن الكتب السابقة للقرآن وكل الله حفظها لأمتها وأنها قد حرفت، والإيمان بما عرفناه منها باسمه (كالزبور, التوراة, الإنجيل, صحف إبراهيم, صحف موسى, القرآن).
الإيمان بالرسل وأنهم مرسلون من عند الله والإيمان بمن ورد ذكره في القرآن (وهم خمسة وعشرون) وغيرهم ممن وردوا في الأحاديث النبوية (كشيث بن آدم) ومن ذكروا في القرآن بلفظ غير صريح(كيوشع بن نون ورد في القرآن بلفظ {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} (الكهف:60) أي فتى موسى وقد تنبأ بعده).
الإيمان باليوم الآخر وأنه واقع لا محالة وأن فيه الجزاء والحساب ومن ذلك الإيمان بما يسبق الحساب والإيمان بعذاب القبر ونعيمه والإيمان بما ورد من معالم يوم القيامة مثل: الجنة والنار والحوض والصراط والمحشر والميزان وتفاصيل كل منها الواردة في الكتاب والسنة.
الإيمان بالقدر خيره و شره وأن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ قبل خلق الكون.
الإحسان
الإحسان كما ورد في السنة النبوية: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)[10]. وقد قال الرسول (إن الله كتب الإحسان على كل شيء)